الفكرالإسلامي

 

 

من تسامح الإسلام مع أبناء الديانات الأخرى

 

بقلم:  د. عبد الرحمن عميره

 

 

 

 

        علاقة المسلمين بغيرهم علاقة تعارف وتعاون، وبر وعدل، يقول الله سبحانه وتعالى في التعارف المفضى إلى التعاون والتآلف والسماحة والمحبة:

     ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا (سورة الحجرات الآية 13).

     ويقول سبحانه في الوصايا بالبر والعدل: ﴿لاَيَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الـمُقْسِطِينَ (سورة الممتحنة الآية8).

     ومن مقتضيات هذه العلاقة تبادل المصالح، وإطراد المنافع، وتقوية الصلات الإنسانية، والمعاشرة الجميلة، والمعاملة بالحسنى والتعاون على البر والتقوى، وهذا مما دعا ويدعو إليه الإسلام البشرية قاطبة.

     ومن سماحة الإسلام كفالة الحرية الدينية لغير المسلمين.

     ولهذا قرر الإسلام المساواة بين المسلمين وأهل الديانات الأخرى فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم وكفل لهم حريتهم الدينية فيما يأتي:

     أولاً: عدم إكراه أحد منهم على ترك دينه أو إكراهه على عقيدة معينة، يقول الله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (سورة البقرة الآية256) وفي هذا المبدأ من مبادئ الإسلام يتجلى تكريم الله للإنسان واحترام إرادته وفكره ومشاعره، وترك أمره لنفسه فيما يختص بالهدى والضلال في الاعتقاد وتحميله تبعة عمله وحساب نفسه والتعبير هنا في هذه الآية يرد في صورة النهى المطلق ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ.

     ثانياً: من حق أهل الكتاب أن يمارسوا شعائر دينهم، فلا تهدم لهم كنيسة ولا يكسر لهم صليب، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتركوهم وما يدينون» بل ومن حق زوجة المسلم «اليهودية والنصرانية» أن تذهب إلى المعبد أو الكنيسة ولا حق لزوجها في منعها من ذلك.

     ثالثاً: من سماحة الإسلام أنه أباح لهم ما أباحه لهم دينهم من الطعام وغيره، ما دام ذلك جائزًا عندهم ولا يتأذى به المسلمون.

     رابعاً: لهم الحرية في قضايا الزواج والطلاق والنفقة ولهم أن يتصرفوا كما يشاؤون فيها دون أن توضع لهم قيود أو حدود.

     خامساً: من سماحة الإسلام أن حمى لأهل الديانات الأخرى كرامتهم وصيانة حقوقهم، وجعل لهم الحرية في الجدل والمناقشة في حدود العقل والمنطق مع التزام الأدب والبُعد عن الخشونة والعنف، يقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (سورة العنكبوت الآية46) السماحة حتى في المجادلة والنقاش والتحدث لأن دعوة الله التي حملها نبي الله نوح عليه السلام والرسل بعده، حتى وصلت إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم هي دعوة واحدة من عند إله واحد، ذات هدف واحد، هو رد البشرية إلى ربها وهدايتها إلى طرقه وتربيتها بمنهاجه، وأن المؤمنين بكل رسالة لإخوة المؤمنين بسائر الرسالات كلهم أمة واحدة، تعبد إلهاً واحدًا وأن البشرية قاطبة تسير في هذا الطريق.

     ويقول الإمام القرطبي: قال مجاهد هذه الآية محكمة وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم»(1).

     سادساً: من سماحة الإسلام أنه أحل الإسلام للمسلمين طعامهم والأكل من ذبائحهم والتزوج من نسائهم، يقول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ (سورة المائدة الآية5).

     يقول القرطبي: ﴿حِلٌّ لَكُمْ يعني ذبيحة اليهودي والنصراني، وإن كان النصراني يقول عند الذبح: باسم المسيح، واليهودي يقول: باسم عزير وذلك لأنهم يذبحون على الملة، وقال عطاء كل من ذبيحة النصراني وإن قال باسم المسيح لأن الله عز وجل قد أباح ذبائحهم، وقد علم ما يقولون، «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ»(2).

     يقول صاحب الظلال: وهنا نطلع على صفحة من صفحات السماحة الإسلامية في التعامل مع غير المسلمين، ممن يعيشون في المجتمع الإسلامي أو تربطهم به روابط الذمة والعهد من أهل الكتاب.

     إن الإسلام لا يكتفي بأن يترك لهم حريتهم الدينية، ثم يعتزلهم، فيصبحوا في المجتمع الإسلامي مجفوين معزولين أو منبوذين إنما يشملهم بجو من المشاركة الاجتماعية، والمودة، والمجاملة والخلطة، فيحل طعامهم للمسلمين وطعام المسلمين حل لهم كذلك، ليتم التزاور والتضايف والمواكلة والمشاربة، وليظل المجتمع كله في ظل المودة والسماحة وكذلك يجعل العفيفات نسائهم، وهن المحصنات طيبات للمسلمين ويقرن ذكرهن بذكر الحرائر العفيفات من المسلمات.

     وهي سماحة لم يشعر بها إلا أتباع الإسلام من بين سائر أتباع الديانات الأخرى نقول ذلك فإن الكاثوليكي المسيحي ليتحرج من نكاح الأرثوذكسية أو البروتستانية، أو المارونية المسيحية، ولا يقدم على ذلك إلا المتحللون عندهم من العقيدة.

     وهكذا يبدو أن الإسلام هو المنهج الوحيد الذي يسمح بقيام مجتمع عالمي لا عزلة فيه بين المسلمين وأصحاب الديانات الكتابية ولا حواجز بين أصحاب العقائد المختلفة، التي تظلها راية المجتمع الإسلامي(3).

     سابعاً: أباح الإسلام زيارة أهل الكتاب وعيادة مرضاهم، وتقديم الهدايا لهم ومبادلتهم البيع والشراء ونحو ذلك من المعاملات، فمن الثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي في دين له عليه.

     وكان بعض الصحابة إذا ذبح شاة يقول لخادمه ابدأ بجارنا اليهودي.

     قال صاحب البدائع: ويسكنون في أمصار المسلمين يبيعون ويشترون، لأن عقد الذمة شرع ليكون وسيلة للمحبة، وتمكينهم من المقام في أمصار المسلمين أبلغ في هذا المقصود وفيه أيضاً منفعة للمسلمين بالبيع والشراء.

ثامناً: في رد السلام على أهل الكتاب.

     قال ابن بطال(4): رد السلام على أهل الكتاب فرض لعموم الآية في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (سورة النساء الآية86).

     وقال النووي: وجوب رد السلام على الكفار(5).

     وثبتعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: من سلم عليك فرد عليه ولو كان مجوسيًّا(6).

     وقال ابن القيم: واختلفوا في وجوب الرد عليهم فالجمهور على وجوبه وهو الصواب(7).

     وقال الصنعاني: اتفق العلماء على أنه يرد على أهل الكتاب(8).

     والخلاصة وجوب رد السلام كما بين أهل العلم وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب في كتابه إلى هرقل: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم السلام على من اتبع الهدى»(9).

     قال ابن بطال: وفيه جواز كتابة «بسم الله الرحمن الرحيم» إلى أهل الكتاب، وتقديم اسم الكاتب على المكتوب إليه.

     ولا شك أن سماحة الإسلام لا تقف عند حد ولا يحصيها العد؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا (سورة الإسراء الآية 70).

     وتكريم الإنسان تكريم من حيث هو إنسان بقطع النظر عن جنسه ولونه، ودينه ولغته ووطنه وقوميته ومركزه الاجتماعي.

     ومن التكريم: أنه جعل الإنسان قيماً على نفسه متحملاً تبعة اتجاهه وعمله ومعتقده وهذه من الصفة الأولى التي بها كان الإنسان إنساناً، حرية الاتجاه وفردية التبعة.

تقديم الهدايا لأهل الكتاب

     ومن سماحة الإسلام تقديم الهدايا لأهل الكتاب.

     قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (سورة الممتحنة الآية8).

     وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : والمراد منها بيان من يجوز بره لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا (سورة لقمان الآية15).

     وقال القرطبي: قال أكثر أهل التأويل: هذه الآية محكمة واحتجوا بحديث أسماء بنت أبي بكر حينما سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل تصل أمها حين قدمت عليها مشركة؟ قال: نعم(10).

     وقال الشوكاني: قوله صلى الله عليه وسلم : نعم. في حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما فيه دليل على جواز الهدية للكافر والآية المذكورة تدل على جواز الهدية للكافر مطلقاً من القريب أو غيره(11).

     ومن الأدلة القاضية بالجواز حديث بن عمر رضي الله عنهما المروي في الصحيح الذي جاء فيه «إهداء عمر حلة إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم»(12).

     وهذا كله يدخل تحت قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (سورة الحجرات الآية 13).

قبول هدية الكتابي للمسلم

     ومن سماحة الإسلام قبول هدية الكتابي للمسلم أخرج أبوداود في سننه حديثاً مطولا عن بلال بن رباح وفيه: ألم تر إلى الركائب المناخات الأربع...؟

     فقلت: بلى يا رسول الله!

     فقال عليه السلام: إن لك رقابهن وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاماً أهداهن إليَّ عظيم فدك فاقبضهن واقض دينك ففعلت(13).

     يقول صاحب عون المعبود: هذا الحديث يدل على جواز قبول الهدية من أهل الكتاب. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم «تهادوا تحابوا»(14).

     وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قَبِلَ هدية النجاشي «أصمحة» وقد أبيح لنا طعام أهل الكتاب ونكاحهم.

     وأيضاً حديث أنس رضي الله عنه قال: أهدى النبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذه»(15).

     وروى أحمد بن عامر بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: قدمت قتيلة ابنة عبد العزى بن سعد على ابنتها أسماء بهدايا ضباب، وأقط وسمن وهي مشتركة فأبت أسماء أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها. فسألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله قوله تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (سورة الممتحنة الآية8). «فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقبل هديتها وأن تدخلها بيتها»(16).

     وأيد ابن تيمية قبول الهدية من المشركين شريطة ألا تكون في أيام أعيادهم وإيراده الأحاديث التي تدعم قوله.

عيادة مرضى أهل الكتاب

     ومن سماحة عيادة مرضى أهل الكتاب وتهنئتهم وشهود جنازتهم.

     نقل أبو مسعود عن الإمام أحمد رضي الله عنهم جواز عيادة المسلم للذمي ووجه ما نقله أبو مسعود ما روى أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد يهوديّا أو نصرانياً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنت يا يهودي أو كيف أنت يانصراني...(17).

     ولقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه وقال له: أسلم. فنظر الولد إلى أبيه.. وهو عنده.

     فقال الرجل لابنه أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار»(18). قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأن الابن مات في حينه.

     وفي الصحيحين عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن أباه أخبره قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: «أي عمِّ، قل: لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله». فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ولكنه أبى أن يقولها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله عز وجل قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (سورة التوبة الآية113).وعاد النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن أبي سلول رأس المنافقين.

     ومن هذا يتبين أن سماحة الإسلام تدعو إلى عيادة المريض لكل أفراد البشرية بغض النظر عن الديانة والمعتقد. هذه هي سماحة الإسلام وسماحة رسول الله صلى الله عليه وسلم كنف رحيم، وبشاشة سمحة، وود يسع البشرية كلها، وحلم لا يضيق. عمن بغى وطغى، وآثر الحياة الدنيا ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم والذي أرسل إلى البشرية كلها بالدين الخاتم ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ (سورة آل عمران الآية 159).

     قال الله سبحانه وتعالى لرسوله ذلك لأن الإسلام جاء في وقت كانت البشرية كلها في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء، ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمه، ويجدون في قربه الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة، والود والرضاء.

     فمتى يعود للإسلام مجده وللبشرية رشدها حتى تتجه إلى سماحة القرآن، ويدخل الناس في دين الله أفواجا.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء.

*  *  *

الهوامش:

تفسير القرطبي ج13 ص 350-351.

راجع تفسير القرطبي ج ص 79.

راجع في ظلال القرآن ج6 ص 848.

راجع فتح البار شرح صحيح البخاري ج11: ص46.

صحيح مسلم بشرح النووي 14-145.

فتح الباري شرح صحيح البخاري 11: 46.

زاد المعاد لابن القيم 2:245.

سبل السلام 4: 1378.

البخاري 11: 6260 حديث.

راجع القرطبي – عند تفسير لهذه الآية.

نيل الأوطار للشوكاني 7: 93.

البخاري 5: حديث 2619 كتاب الهبة.

الحديث رواه أبوداود ج3  3055/168/ كتاب الإمارة/ باب في الإمام يقبل هدايا المشركين.

حديث حسن راجع الجامع (3002) للألباني.

الحديث رواه البخاري ح 21655/2272/ كتاب الهبة باب قبول الهدية من المشركين.

تحفة الأحوذي (200،5).

راجع طبقات الحنابلة 1:54.

الحديث رواه البخاري 3 حديث 1356/ ص 259 كتاب الجنائز باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلي عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟، وأبو داود 3 حديث. 3095/ ص 185.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، جمادى الثانية – رجب 1434 هـ = أبريل - يونيو 2013م ، العدد : 6-7 ، السنة : 37